اهمية الوقت في حياة المسلم

لسم الله الرحمان الرحيم

اهمية الوقت في حياة المسلم.

من المعلوم ان الانسان العاقل اذا كان لديه شيء هام ام مهم في حياته فانك تجده يحرص عليه اشد الحرص، حتى لا يضيع منه اويفوته، فهو يعز عليه ضياعه وفواته. ومن المعلوم ايضا ان اهم شيء واغلى شيء واثمن شيء وانفس شيء في حياة الانسان هو وقته، وقته الذي هو حياته ، اوذلك الحيز الذي يشغله من يوم ولادته الى يوم وفاته.
لكنه وللاسف نجد اناسا لايستغلون وقتهم ويضيعونه في الفراغات وفي اشياء لا تعود عليه بالنفع ولا على امته بالصلاح والخير.

أهمية الوقت في القرآن:

ان الله سبحانه وتعالى يين لنا اهمية الوقت في القران الكريم في ايات كثيرة، بل انه عز وجل اقسم بالوقت في مطالع سور عدة، وذلك تاكيدا وتنبيها لنا فقال تعالى: "والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها." وقال:" والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى." وقال:"والضحى والليل اذا سجى" وقال: والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين ءامنوا...." .

ومن المعلوم ان الله اذا اقسم بشيء من مخلوقاته فانه ينبهنا الى اهمية هذا المخلوق وعظيم شانه وجلال قدره لنحرص ونحافظ  عليه. 

الوقت من أصول النعم:

ان الله تعالى جعل الوقت وعده من اصول النعم التي انعم بها على عباده ، فقال تعالى:" ......وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وءاتاكم من كل ما سالتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها..."

ففي معرض حديثه سبحانه وتعالى عن أصول النعم ذكر إلى الشمس والقمر والليل والنهار مشيرا الى الوقت وأنه من أصول النعم، لأن النعم فيها أصول وفروع والوقت من أصول النعم وذلك إذا ذهب وقتك فلا معنى لأي نعم أخرى.

ما هو واجب الانسان حول النعمة؟

 واجب الانسان حول النعمة هو شكرها، وشكر نعمة الوقت يكون بقضائها في كل ما يرجع على الانسان بالخير وعلى الامة بالصلاح ، وفق الشرع مصداقا لقوله تعالى : "وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد اي يذكر او اراد شكورا."
ومما يؤكد هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحه والفراغ." وقوله "ص":" اغتنم خمسا قبل خمس، وذكر منها وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك...." 

الوقت في الاثر:

وجاء في الاثر: ان الحسن البصري رضي الله عنه كان يقول:" يابن ادم انما انت ايام اذا ذهب يومك ذهب بعضك."

وعن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول : "ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي."

فحرى بالمسلم أن يحرص على استغلال وقته في طاعة ربه ليفوز بخيري الدنيا والآخرة, فالمسلم يمكنه باستغلال وقت قصير لا يتجاوز دقائق معدودات أن يحصل على ملايين من الحسنات.

جزاء المستغل والمضيع وقته من القرآن:

 وهنا نختم بمواقف ذكرها القران الكريم تبين لنا كيف هو الحال بالنسبة لكلا الطرفين ( المضيع لوقته والمغتنم له) مواقف في الحياة الدنيا واخرى في الاخرة حين الحساب.

 حيث يقول عز وجل:"حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ الى يوم يبعثون فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم الفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون الم تكن ءاياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالو ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا ءامنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى انسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون اني جزيتهم ايوم بما صبروا انهم هم الفائزون قال كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما اوبعض يوم فسئل العادين قال ان لبتثم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون" صذق الله العظيم. فانظر ايها الاخ الكريم الى اي فريق انت فهل انت من الفائزين الذين ثقلت موازينهم ؟ام انك من الخاسرين الذين خفت موازينهم فهم في جهنم خالدون؟، واحرص على الاتكون من الذين وجه اليهم السؤال في قوله تعالى: الم تكن ءاياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون...." 

أخيرا:

واحرص ايضا على ان لا يوجه اليك هذا الامر فيقوله تعالى: " اخسؤوا فيها ولا تكلمون."

واحرص ايضا على ان لا يوجه اليك السؤال في قوله:" كم لبتثم في الارض عدد سنين." ويتعذر عليك الجواب وتقول:" فاسأل العادين" 

واعلم انه مهما طال عمرك فانه قصير ، " قال بل لبتثم الاقليلا لو انكم كنتم تعلمون." واعلم ايضا ان الله لم يخلقك عبثا وانك راجع اليه ليسألك عن حياتك كما قال عليه الصلاة والسلام :"لا تزول قدم عبد حتى يسال عن اربع ومنها عن عمره فيما افناه ...."
جعلني الله واياكم ممن يحافظون على اوقاتهم لنكون من الفائزين ان شاء الله امين.  
ذ: محمد سكرطاح

درس القيته بمقر المجلس العلمي المحلي للصويرة
x