"إشكالية خطب المناسبات يوم الجمعة"
مقدمة:
يعتبر المنبر الذي تلقى فوقه خطبة الجمعة كل اسبوع من بين وسائل الاعلام القوية التي تحظى بنسبة متابعة عالية في كل البقاع الاسلامية ،مما دفع العديد من الدول الى تنظيم هذا المنبر الاعلامي حتى يساير مستجدات الامة وقضاياها العامة والخاصة.
وفي المغرب تسهر وزارة الاقاف من خلال المندوبيات والمجالس العلمية على هذا الامر كما أصدرت كتاب الإمام والخطيب والواعظ توضح فيه المعالم الكبرى التي يجب على الامام والخطيب اتباعها.
هل جميع الخطب تقرر من طرف الوزارة؟
متى تكون الخطب موحدة؟
هل الخطب الخاصة بالمناسبات الوطنية تأتي مكتوبة؟
أين يتجلى الاشكال؟
كيف يمكن معالجة هذا الاشكال؟
أين تتجلى أهمية الخطب المناسباتية:
أهميتها تأتي بأنها تذكر بتاريخ الأمة والوطن وتربط حاضر الانسان بماضي أجداده وأسلافه، انطلاقا من قوله تعالى: "وذكرهم بايام الله".وقوله:" وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين".
كما أن الامة التي لا ترجع الى تاريخها لتستفيد منه وتأخذ منه العبرة، هي أمة تنكرت لتاريخها وضيعت هويتها وثقافتها وحضارتها، فما العيب ان يتحدث الخطيب في مناسبة عيد العرش عن اابعة وعن طاعة ولي الأمر أليس ذلك من الدين؟وما العيب في أن يتحدث الخطيب عن البيئة وحمايتها اليس ذلك من الدين؟
وما العيب إن تحدث الخطيب عن عيد الاستقلال وذكرى المسيرة الخضراء والتذكير بتضحيات الذين سبقونا من أبناء هذا الوطن أليس ذلك من باب التنويه بما قدموه وشكرهم والدعاء لهم وهو من حقهم علينا وهو من الدين ايضا؟
فالخطيب عندما يشعر به الناس أن القاءه للخطب من هذا النوع كان مجرد تأدية واجب ليس إلا، ولا يتفاعل معها فإنهم يشعرون بالملل حتى أصبحنا نرى ونسمع البعض يقول لك مثلا: "اليوم كانت الخطية غير على عيد الاستقلال".
لأن الخطيب لم يوصل له الفكرة ولم يوصل له الرسالة من تخليد هذه الذكرى وغيرها من الذكريات.
والخطيب هو من يتحمل المسؤولية بالدرجة الاولى في رسم هذه الفكرة في الأذهان إذ لو أنه هيأ الموضوع وهو مؤمن به وتفاعل معه وأعده بطريقة متقنة وأبدع فيه لتغيرت نظرة الناس تبعا لذلك. لذا من الواجب إعادة النظر والبحث عن مكامن الخلل ومحاولة إصلاحه.ونحن لا نتهم أحدا وإنما نقول أن من كان هذا حاله فكأنما يشعرك أنه ليس له غيرة على هذا الوطن ولا يهتم بتاريخه وحضارته وهويته وثقافته.
أخيرا:
من حكمة الخطيب وحصافته أن يكون على نسق واحد في جميع خطبه من حيث الإعداد والتهييء المسبق والتفاعل مع جميع المواضيع واعتقادها والايمان بها لتكون نابعة من القلب لأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، نطلب الله أن يتجاوز عنا وأن يهدينا الى سواء السبيل.
كتبه: محمد سكرطاح.