عبد الصمد رفيقي وتوبة الفنانين
قد كان لموضوع الإعتزال الفجائي للفنان "هاشم"، نجل الراحل "محمد البسطاوي" وما أثار من جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تداعيات وردود أفعال بين رافض للقرار ومؤيد له.
ومن بين ردود الأفعال نشر "محمد عبد الوهاب رفيقي"، الشهير بلقب "أبي حفص"، تدوينة عبر حسابه على الفيسبوك، تحولت بدورها إلى سجال كبير، بسبب موقفه من الفن عموما.
نص التدوينة:
وجاء في تدوينة "رفيقي": "انك تعتزل المجال الفني هذا قرار شخصي وحرية فردية ولا حق لأحد بالتدخل فيه، ولكن المزعج في الموضوع كما وقع سابقا في مصر مع عدد من الفنانات، هو ربط الموضوع بالتوبة إلى الله، والبراءة من كل الأعمال السابقة، هذا الربط الفاسد يزرع في وعي الناس أن الفن رذيلة وخطيئة، وأن الفنان كان يرتكب عملا محرما، وبالتالي ننقل الفن من رسالة نبيلة وشريفة، ومن أداة مهمة لتأطير المجتمع وتوجيه سلوكياته وإثارة قضاياه والتحسيس بها، إلى كونه ذنبا وخطيئة جريمة، نصفق لمن تركها، هذا ومنساوش أن هذا الربط نرسل به رسالة ان المشتغلين بالفن ليسو بشرفاء ويقومون بعمل مشين في انتظار ذهابهم إلى الحج للتكفير والاستغفار".
الفن فضيلة وليس بخطيئة، الفن نبل وليس بعار، واعتباره رذيلة هو مما زرعه المال الوهابي الذي كان يغري الفنانين مقابل إعلان اعتزالهم.
و في الأخير عندي سؤال فقهي صغير جدا لكل هؤلاء المعتزلين بداعي التوبة: ما حكم الأموال التي اكتسبوها من خلال الفن؟ و ماذا سيفعلون بها بعد التوبة المزعومة؟". انتهى كلام رفيقي.
تعقيب
وهنا أستحضر جملة كان قد قالها الفيزازي في رد على رفيقي في حوار بينهما-باعتبارهما كانا يمثلان الاتجاه السلفي المتشدد قبل أحداث السادس عشر من ماي سنة الفين وثلاثة المعروفة- هذه الجملة تلخص كل ما يمكن قوله في الرد على ما جاء في هذه التدوينة، وهذه الجملة هي:" انك قد مزقت سروالك" بمعنى أنك لم تكتف بخلع سروالك فقط كما يعبر المغاربة عن الانسان الذي أعلن التخلي عن مبادئه وأفكاره الى حد الاندحار، فكأن الفيزازي يقول له قد خلعت سروالك، ولم يكفك ذلك فمزقته حتى لم يبق لنا شيئا لنناقشه معك فكل شيء أصبح بالنسبة لك مباح وحرية وحقوق، ولا حول ولا قوة الا بالله.
محمد سكرطاح.