عدم الاعجاب بالنفس او العمل او احتفار الناس بسبب المعاصي:
روى البيهقي بإسناده إلى أبي ال حسين القاهري قال:
(دخلت يوما حلقة شيخي، وفيّ استظهار على الناس -يعني معجب بنفسه- فقال لي شيخي: ويحك لا تفعل -أي لماذا هذا الغرور- فإن الله خبأ ثلاثا في ثلاث:
1- خبأ رضاه في طاعته فلا تحتقرن من الطاعة شيئا لعل تلك الطاعة التي احتفرتها أن يكون فيها رضاه عزوجل.
2- وخبأ سخطه في معصيته، فلا تحتقرن من المعاصي شيئا لعل أن تكون تلك المعصية التي احتقرتها سبب سخط الله عليك.
3- وخبأ ولايته في عباده فلا تحتقرن من الخلق أحدا فلعل ذلك الذي احتقرته يكون أفضل منك وضد يكون وليا من أوليائه.
ولو تأملت هذه الأحاديث لوجدت صدق ذلك:
أولا: المرأة البغي:
عن أبي هريرة قال: فال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(بينما كلب يطيف بركية ماء كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به فسقته إياه فغفر لها به).
فهذه بغي يعني تمتهن الزنى قد غفر الله لها بهذا الفعل البسيط.
ثانيا: المرأة التي حبست الهرة:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) متفق عليه.(
وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – رأى تلك المرأة في صلاة الكسوف حيث قال : (.. ودنت مني النار ، فإذا امرأة تخدشها هرّة ، قلت : ما شأن هذه ؟ ، قالوا : حبستها حتى ماتت جوعا ، لا أطعمتها ، ولا أرسلتها تأكل).
وهذه امرأة عاقبها الله على فعل في نظرها أنه بسيط.
ثالثا: الرجل الذي أقسم بأن الله لن يغفر لفلان.
عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن:(رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى-يعني يقسم- علي أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك).
ختاما:
يقول الله تعالى:( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى).
ولا تنظر بعين الازدراء والاحتقار لأحد من المقصرين المذنبين، كما لا تنظر إلى نفسك بعين التعظيم والكبر والإعجاب، فإن ذلك من موجبات الهلاك والبوار والخسران، فقد قيل رب معصية أورثت ذلا واستصغارا، خير من طاعة أوجبت عجبا واستكبارا.
هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل آمين.
محمد سكرطاح.