صلاة القصر:
من مبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها الكبرى مبدأ التخفيف والتيسير ورفع الحرج عن المكلف، وقد راعت أحوال المكلفين الصحية والنفسية فجاءت بأحكام تخص المسافر كالقصر في الصلاة والفطر في رمضان وغير ذلك من الأحكام
فما حكم القصر؟ وما هي شروط القصر وأحكامه؟أولا: حكم القصر
قصر الصلاة في السفر سنة مؤكدة على القول المشهور. والدليل قوله تعالى:
وقوله صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ الله بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ». (صحيح مسلم، كتاب الصلاة باب صلاة المسافرين وقصرها).
ثانيا: الحكمة من القصر.
والحكمة من مشروعية القصر التيسير والتخفيف على المسافر مظنة للمشقة ومراعاة لأحواله.
النساء الآية 100
، فَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ. فَقَالَ عُمَرُ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ الله بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَةَ اللهِ» (صحيح ابن حبان، باب المسافر)
ثالثا: شروط القصر:
- اولا: أن تكون مسافة السفر ما يقارب 84 كيلومترا فلا قصر في أقل من ذلك.
- ثانيا: ان تكون المسافة المذكورة مقصودة في السفر دفعة واحدة، فلو لم تكن مقصودة مثل: أن يكون مسافرا لمدينة تبعد 30 كيلو وبعد أن وصلها أراد ان يكمل لمدينة أخرى تبعد ب 50 كيلو فحينها لا قصر في هذه الحالة، الا حين العودة.
- ثالثا: أن يكون السفر في طاعة، فلا يقصر المسافر للمعصية ولا المسافر للهو.
- رابعا: أن لا يقتدي بمقيم، فإن اقتدى بمقيم وأدرك ركعة فأكثر لزمه الإتمام لوجوب متابعة المأموم لإمامه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ».
- خامسا: أن يخرج المسافر من بيوت المدينة أو القرية ويجاوزها، فلا يجوز للمسافر أن يقصر الصلاة إلا حينما يتحاوزها ويخرج منها؛ بحيث تصير خلفه.
- سادسا: أن لا ينوي المسافر إقامة أربعة أيام صحاح في مدة السفر، الا إذا كان سفره لحاجة يقضيها ولا يعلم متى تقضى، بحيث كان يعتقد انها تقضى في ثلاثة أيام فزاد يوما رابعا ولم تقض وزاد خامسا فقيل يبقى على القصر الى ان تقضى حاجته زيعود الى دياره.
- رابعا: كيفية القصر.
- إن كيفية الجمع بين الصلوات تكون بجمع صلاتي الظهر والعصر في وقت إحداهما، فيقدم العصر ويصليها مع الظهر في وقتها وهذا يسمى جمع تقديم، أو يؤخر الظهر ويصليها مع العصر في وقتها وهذا يسمى جمع تأخير، وذلك بأن يصلي الظهر ركعتين ثم يسلم وبعدها يصلي العصر ركعتين ثم يسلم، وكذا جمع صلاتي المغرب والعشاء في وقت إحداهما، فيقدم العشاء ويصليها مع المغرب في وقتها وهذا يسمى جمع تقديم، أو يؤخر المغرب فيصليها مع العشاء في وقتها وهذا يسمى جمع تأخير،- مع العلم أن المغرب يصليها كاملة فلا قصر فيها وإنما القصر فقط في العشاء- ويراعى الترتيب في كل الأحوال السابقة فيصلي الظهر قبل العصر، ويصلي المغرب قبل العشاء، ولا يجمع بين الفجر والعشاء، ولا بين الفجر والظهر، ولا بين العصر والمغرب.
- ملاحظة:
- 1- لا بد من اعتبار دخول الوقت في كل ماذكر، فمثلا: انسان وقت سفره هو العاشرة صباحا فلا يمكنه ان أن يجمع الظهر والعصر جمع تقديم، حتى يدخل وقت الظهر، وكذلك الحال لصلاتي المغرب والعشاء فلا جمع حتى يدخل وقت المغرب، لأن هناك بعض الناس بمجرد السفر يبدأ في الجمع والتقديم حتى لو لم يدخل الوقت جهلا منهم بأحكام صلاة القصر في السفر.
- 2- إذا حانت الصلاة وأنت في الحافلة أثناء السفر: فإن كانت هذه الصلاة مما يجوز جمعها مع الصلاة التي بعدها كالظهر مع العصر والمغرب مع العشاء فإنك تنوي الجمع وتصليها جمعًا إذا نزلت من الحافلة، وإن كانت الصلاة مما لا يجوز جمعها مع الصلاة التي بعدها كصلاة الفجر وصلاة العصر وصلاة العشاء والحافلة لا تتوقف إلا بعد خروج الوقت فإنك تصليها في الحافلة على حسب استطاعتك
- 3- وإذا قدم المسافر صلاة العشاء مع المغرب فلا يصلين الشفع والوتر الا بعد وقت العشاء الفعلي.
- والله تعالى أعلى وأعلم.
- محمد سكرطاح.


