هل سمعت بصلاة التسابيح؟


 أعتقد ان هناك من لم يسمع قط بصلاة تسمى" صلاة التسابيح". وحتى من سمع بها فهو يتساءل عن حكمها وكيفيتها وفضلها؟

اولا: ما هي صلاة التسابيح؟

صلاة التسابيح هي من أنواع صلاة النفل، وهي أربع ركعات بتشهد واحد أو بتسليمتين،  بمعنى: 
"انه يمكنك ان تصليها بركعتين ثم تسلم ثم تاتي بركعتين وتسلم، او تأتي بأربع ركعات متتالية وتسلم، المهم انها من اربع ركعات".
وتسمى: صلاة التسابيح أو صلاة التسبيح؛ لكثرة  التسبيح الذي يكون فيها، وسنذكره في كيفيتها .

ثانيا: كيف نصلي هذه الصلاة؟

صلاة التسابيح هي أربع ركعات يقرأ المصلي في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإن فرغ من القراءة يقول: 
"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"
 ويقولها خمسة عشرة مرة بعد قراءة السورة، ثم يركع فيقول هذا التسبيح وهو راكع عشر مرات، ثم يرفع رأسه من الركوع فيقول هذا التسبيح عشر مرات عند الاعتدال بعد الرفع من الركوع، ثم يهوي ساجدا فيقول هذا التسبيح وهو ساجد عشر مرات، ثم يرفع رأسه من السجود فيقول هذا التسبيح عشر مرات في الجلوس بين السجدتين، ثم يسجد السجدة الثانية فيقوله وهو ساجد عشر مرات، ثم يرفع رأسه فيقوله عشر مرات في الجلوس وهو جلوس الاستراحة وقيل لا بل هو جلوس التشهد حكاه الملا علي القاري في شرح الحديث. فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، يفعل ذلك في الأربع ركعات، إن استطاع أن يصليها في كل يوم مرة فافعل، وإلا ففي كل جمعة مرة، وإلا ففي كل شهر مرة، وإلا ففي كل سنة مرة، وإلا ففي العمر مرة.

ثالثا: حكم صلاة التسابيح:

اختلفت آراء الفقهاء في حُكم صلاة التسابيح؛ نظراً لاختلاف مواقفهم من ثبوت صحّة الحديث الوارد بشأنها، وذلك على أقوال، هي: 

القول الأول: 

يرى الشافعية أنّ صلاة التسابيح من النوافل الحسنة المُستحَبّة.

 القول الثاني: 

يرى الحنفيّة أنّ صلاة التسابيح مُستحَبّة في كلّ وقت، باستثناء الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، ويستحبّ صلاتها ولو مرّة في العمر؛ لعظيم الثواب الوارد في فضلها.

 القول الثالث:

 يرى المالكيّة أنّ حديث صلاة التسابيح لم يبلغ درجة الحديث الصحيح ولا الحَسَن، وأنّ ذِكر الإمام الترمذيّ له كان من باب التنبيه على ضَعفه؛ حتى لا يعتقد الناس أنّه صحيح.

وهناك  قول آخر عند المالكية:

 يرى جوازها واستحبابها فقد قال الصاوي رحمه وهو من المالكية: في حاشيته: وصفة صلاة التسابيح التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس، وجعلها الصالحون من أوراد طريقهم، وورد في فضلها أن من فعلها ولو مرة في عمره يدخل الجنة بغير حساب: أن يصلي أربع ركعات في وقت حل النافلة ليلا أو نهارا، والأفضل أن تكون آخر الليل خصوصا ليلة الجمعة خصوصا في رمضان. يقرأ في... ثم قال: 

والأفضل في مذهبنا أن يسلم من ركعتين ثم يأتي بالركعتين الأخيرتين..."

وهذا يعني أنها مستحبة على الرأي الثاني في الذهب المالكي.

القول الرابع: 

يرى الحنابلة أنّ صلاة التسابيح لم يثبت فيها حديث، وبالتالي هي غير مُستحَبّة عندهم.

رابعا: دليلها من السنة وفضلها:

وأما الحديث الوارد في صفتها وفضلها فهو ما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس رضي الله عنه :

" يا عماه ألا أعطيك ؟ ألا أمنحك ؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته ، عشر خصال ، أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة ، فإن فرغت من القرآن قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا ، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا . فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، تفعل ذلك في الأربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل ، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة ، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة.

فهذه اذن هي صلاة التسابيح وتلك كيفيتها وذلك فضلها، والاختلاف الوارد فيها جاء من اختلاف العلماء في درجة هذا الحديث فمنهم من ضعفه ومنهم من صححه ومن رده، والراجح عند جمهورهم انه حديث حسن، والله تعالىأعلى وأعلم 

ذ.محمد سكرطاح


سواء السبيل

سواء السبيل مدونة لتقديم المعلومة الدينية والثقافة الفقهية المالكية بطريقة سهلة ومبسطة وموثقة.

إرسال تعليق

Please Select Embedded Mode To Show The Comment System.*

أحدث أقدم

نموذج الاتصال