1- مقدمة:
في الحقيقة نحن نعيش في العصر الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم:" ....ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ...".
إذ أصبحنا نرى طوائف وطرائق قددا، بدءا بالخوارج والشيعة والمعتزلة الذين كانوا في القرون الاولى للإسلام، وصولا الى الوهابية(السلفية) والاخوان والمتصوفة، انتهاء بالحداثيين والعلمانيين والقرآنيين، هذه الأخيرة التي قد أقول ان العديد من الناس الذين ليس لهم اهتمام ولا دراية بهذا المجال لم يسمعوا بها ولكنك قد تجدهم متأثرين ببعض أفكارهم من حيث لا يعلمون وحتى اولئك الذين سمعوا بها واستمعوا لبعض دعاتها وروادها وأفكارها تجدهم انقسموا الى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
انبهر بحديثهم وأفكارهم فتبناها وأصبح يدافع عنها.
القسم الثاني:
قسم وقف موقف المشدوه الحائر المتعجب مما يسمع، فذهب ليسأل ويستفسر أهل التخصص فبينوا له الصواب وأنقذوه من التيه والضلال.
القسم الثالث:
قسم ممن لهم شيء من الفهم في هذا المجال فهو لم تنطل عليه حيلهم وأكاذيبهم.
فكان من هذا القسم من تجاهلهم قصدا أو عن غير قصد.
وقسم آخر تصدى لهم ففضح افكارهم ورد عليهم وأفحمهم، سواء بالتأليف والكتابة او على الشاشات أو على المواقع المختلفة.
2- فمن هم القرآنيون؟
القرآنيون اسم يطلق على طائفة منتسبة إلى الإسلام يزعمون أنهم أهل القرآن، ويرون أن القرآن هو مصدرهم الوحيد للإيمان والتشريع في الإسلام، وأن السنة لا يُحتج بها.
لأنها إنما كُتبت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة طويلة، فهم لا يعترفون بالأحاديث ولا الروايات التي تنسب للنبي صلى الله عليه وسلم على أساس أن الله قد وعد بحفظ القرآن فقط، ولا ذكر للسنة في هذا الحفظ، وهؤلاء امتداد لقوم آخرين نبأنا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن المقدامِ بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه : أن النبي ﷺ قال : «يوشِك الرجل متكئًا على أريكته يُحدث بحديثٍ من حديثي، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل، ما وجَدْنا فيه من حلالٍ استحللناه، وما وجدنا فيه من حرامٍ حرَّمناه، ألا وإن ما حرَّم رسولُ الله ﷺ مثلُ ما حرَّم الله ».
3- الظهور:
وظهورهم في الحقيقة بدأ مع نهاية القرن التاسع عشر بعد الاستعمار الأجنبي الغربي لكثير من البلدان الإسلامية، الذي عمل جاهدا في تغذية ودعم كل فكر منحرف ماديًا ومعنويًا، لزعزعة ثوابت الإسلام، فبدأت تلك الأفكار في الانتشار خاصة في بلاد الهند ومصر ثم انتشرت في العراق وليبيا وإندونيسيا وماليزيا وغيرها..
