التعارف وسيلة للسلم
مقدمة:
اننا بحاجة الى خطاب نوقظ به الوسنان ونوقظ به الغفلان ويستفيق به المجنون حتى يعود الكل الى الرشد.
فما هو هذا الخطاب الذي يستطيع أن يحقق كل ذلك في ظل توتر العلاقات وطغيان الانانية، وإعجاب كل ذي رأي برأيه؟ .
قبل الاجابة نؤكد أن الواقع اليوم اصبح على فوهة بركان بما كسبت أيدي الناس وبما أنتجته أفكارهم ومعارفهم من ويلات التعصب والصراعات.
ولاستدراك واقعنا من الانفجار، فإن خطابنا الذي تحدثنا عنه ودعونا اليه لا يخرج عما سطرناه في منشورنا المتعلق ب " تنمية المشترك" خاصة قيم التعارف التي تحدث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى:" يايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا....." .
التعارف قيمة انسانية:
إن التعارف هو خطابنا الذي دعونا اليه، ولا أقصد بالتعارف التعارف الانساني الشخصي فقط، وإنما أقصد التعارف بمعناه العام، بمعنى التعرف على كل الاراء والافكار والديانات والمرجعيات من باب" من جهل شيئا عاداه" ومن باب الحكم عن الشيء فرع عن تصوره".
فالتعارف بين الثقافات والديانات من شأنه أن يقلص الخلافات ويمهد لتصالح يحيى الآمال في قدرة الانسان على صناعة غد أفضل بما وهبه الله من عقل واختيار وفطرة خلقية.
وقيم التعارف لا تتأسس على فراغ، بل بوسعنا استثمار وتنمية المشترك للوصول الى المبتغى.
فعلى المستوى الديني توجد مساحات كبيرة من المشتركات، وعلى المستوى الانساني توجد أيضا مساحة أرحب من القيم الأخلاقية والحاجات المعنوية المشتركة المستعصية على الحصر.
أسئلة الحث على القيم:
واستدلالا على ذلك يمكن أن نطرح استفهامات قد تساعد على فهم القصد.
هل ترفع قناعتنا هذا التحدي؟ وهل تقوى على التوفيق بين الخصوصية وبين المشترك؟ ألا يمكن إذابة الحواجز الثقافية بين المختلفين منا بحكم قوة حركة التواصل والتمازج في عصرنا؟ ألا يدعو هذا الوضع إلى عمل مشترك في خدمة السلم؟ الا يمكن أن نربي أجيالا قادرة على العيش في مجتمعات قأئمة على التمازج والتنوع بكل اشكاله ومتشبعة بقبول الاختلاف؟ هل بوسعنا التحرر والتسامي على الأحقاد وإرادة المحبة والخير للجميع والبحث عن المصالح المشتركة؟
وأخيرا، أليس من الأجدى أن نفوض الحكم على الناس لله عزوجل، فهو يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون؟.
الهدف والقصد:
انها دعوة لمقاربة نظرية فكرية علمية عقلية قد تسهم في دعم جهود الحكماء والعقلاء في الدعوة الى تنمية التعارف كقيمة مشتركة، خدمة للسلم والتسامح والمحبة بين بني البشر.
يتبع ......
محمد سكرطاح.
