التردد في نية الصوم:
السؤال:
سائل يسأل: ما حكم من كان صائما في التطوع وراودته فكرة ان يفطر وعزم على الافطار ووضع الطعام على المائدة ثم تراجع وأكمل صيامه؟
الجواب:
اختلف الفقهاء في هذه المسألة، فمنعم من قال: صيامه صحيح ومنهم من قال ان عليه قصاء هذا اليوم ومنهم من فرق بين التردد وبين العزم فالمتردد صيامه صحيح والعازم يعيد ذلك اليوم.
وهو مذهب المالكية: أن من نوى الفطر أفطر وعليه القضاء.
ودليلهم:
أنه قطع نية الصوم بنية الإفطار، فكأنه لم يأت بها ابتداء.
وشرط العبادة هو النية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات.
واستدلّ المالكية أيضا على قولهم بأنّ الإمساك عن المُفطرات لا يكون عبادةً يتقرّب بها العبد إلى ربّه إلّا بارتباطها بالنيّة، فإن عُدِمت النيّة فيها لم تُعَدّ قُربةً إلى الله
وعليه قالوا بفساد صيام مَن نوى قَطْع صيامه بنيّة الفِطْر مُطلَقاً، ولو لم يتناول شيئاً من المُفطرات، كالأكل، أو الشُّرب.
وخالف ابن حبيب من المالكية فقال:
من أنّ الصيام لا يفسد إلّا إن كان بإتيان فِعلٍ، كتناول المُفطرات، ولا يُعتَدّ بالنيّة فقط، واستدلّ المالكية على قولهم بأنّ الإمساك عن المُفطرات لا يكون عبادةً يتقرّب بها العبد إلى ربّه إلّا بارتباطها بالنيّة، فإن عُدِمت النيّة فيها لم تُعَدّ قُربةً إلى الله، أمّا إن ارتبطت نيّة قَطْع الصيام بإتيان مُفطرٍ من المُفطرات، كالأكل، أو الشُّرب، ثمّ أتمّ الصائم صيامه، فحينئذٍ يصحّ صيامه، وتُجزئه نيّته؛ باعتبار بقاء نيّة القُرْب من الله بالصيام. (علي بن محمد الربعي، أبو الحسن، المعروف باللخمي (1432 هـ - 2011 م)، التبصرة (الطبعة الأولى)، قطر: وزارة الأوقاف، صفحة 743-744، جزء 2. بتصرّف).
والله تاعلى أعلى وأعلم.
محمد سكرطاح
